مطرقة وأزميل وكابل … في سفح الهرم …!!؟؟
في مشهد غريب وعجيب لا يمكن أن يحدث في أي مكان سياحي بالعالم …
شاهدت ومعي الملايين فيديو لمجموعة من العمال بستراتهم الفسفورية .. في وضح النهار .. في سفح الهرم الأكبر أحد أهم المعالم السياحية العالمية وآخر عجائب الدنيا السبع التى مازالت تتحدى الطبيعة راسخا في شموخ عظيم … وداخل ( الكادر ) شاهدنا أيضا مجموعة من السياح الأجانب الذين أتوا من كل حدب وصوب لمشاهدة الأثر العظيم …
العجيب في الأمر أن مجموعة العمال كانوا يشقون ممرات بين الحجارة العملاقة للهرم
… كان المنظر مستغربا ومستهجنا …
علمنا بعدها أن هؤلاء العمال يتبعون أحد الشركات وأنهم يقومون بعمل توصيلات كهربائية من أجل حفل سيقام في سفح الهرم الأعظم ..!!!؟
هل يعقل هذا …!؟
ومن العبقري الذي سمح لهم بذلك …
وهل لاتوجد طريقة أخرى يوصلون بها الكهرباء غير تلك الطريقة المهينة …
أين وزارة السياحة والآثار … أين شرطة السياحة …!!؟؟
كيف يتم ذلك العمل الخسيس …
هل وصلت بنا الاستهانة والاستكانة والتخلف الي هذه الدرجة الخطيرة … !!؟؟
يحدث هذا بعد أقل من أسبوعين حينما صور أحد السياح بهاتفه المحمول فيديو لكلب بلدي يتسلق الهرم صعودا وهبوطا … وبمجرد نشر الفيديو انقلبت الدنيا رأسا على عقب وأصبح الهرم حديث الدنيا كلها … ليحقق أكبر دعاية سياحية لمصر …
تصوروا ماذا سيحدث حينما ينتشر فيديو تكسير حجارة الأهرام لتوصيل كهرباء لحفل يستغرق ساعتين ….
العالم كله يحسدنا عل كنوزنا التي لا تقدر بثمن .. تلك الكنوز التي حار الجميع في تفسير عظمتها … ونحن فقط … لا نعرف ذلك …
اذهب الى البتراء في الأردن … أو إلى العلا في السعودية لترى مدائن صالح … أنظر كيف يحافظون على الأثر رغم أنه لا مقارنة تذكر بين آثارنا وآثارهم …
نعود للشركة المنظمة للحفل والتي تريد تنفيذ وصلات كهربائية لإبراز وإظهار الهرم كخلفية مضيئة مبهرة …
ألا توجد وسيلة أخرى غير تلك الوسيلة البدائية المتخلفة … !!؟؟
المؤكد أنه يوجد .. لكنه الاستسهال أو بمعنى أدق الاستهبال … وعدم المبالاة عملا بالمبدأ القائل ( من أمن العقاب أساء الأدب ) ….
دول كثيرة تحسدنا وتتمنى أن يكون لديها جزء من واحد بالمئة ممل حبانا الله ….
الشييء المحير أن هذا يحدث بينما الدولة تبذل جهودا جبارة من أجل تحسين الصورة وعمل مشاريع جبارة لتطوير المناطق السياحية وفي مقدمتها منطقة الأهرامات … فها هو المتحف العملاق الكبير أكبر وأهم واضخم متحف في العالم على بعد أمتار من الأهرامات .. والمنطقة تستعد لأعظم حدث ثقافي سياحي بافتتاح هذا الصرح العالمي البالغ الأهمية .. فلماذا هذا التناقض العجيب …
اعتقد أننا بحاجة إلى تنمية الوعي لدى كافة المتعاملين مع الآثار ..
لابد من إحكام الرقابة وتفعيل المتابعة المتخصصة وتطبيق أعلى وأرقى معدلات السلامة في جميع المناطق السياحية والضرب بيد من حديد لكل من يعرض أثرا لخطر أو تلف .. يجب أيضا الاهتمام بمعاملة السياح وحمايتهم من المتطفلين المتسولين وأيضا المتاجرين بسمعة مصر .. هؤلاء من تعج بهم وتزدحم مناطقنا السياحية وخاصة منطقة الأهرامات …
ارجو أن تصل الرسالة لكل من يهمهم الأمر
فسمعة مصر على المحك …